السبت، 20 أغسطس 2016

اليوم 4 - فاطيما قدوة الحيوانات الأليفة


ورد في ورق سلوفان يا حلوة اهديلك ؟
و الا انقله بالطين في الشتلة و اجيلـــــك
الأولاني لو وحا بحنــــــــــــــــــــــانــي
عجبي علي التاني بإيــــــــه يوحيلــــــــك
عجبي !!!

صلاح جاهين

  


" فاطيما " هي مدرية الحيوانات الأليفة في السيرك , بتقدم فقرة أبطالها مجموعة من كلاب " الجريفون " و هما كلاب في غاية الجمال و الرقة و خفة الدم ، و واضح كمان إنهم في غاية الذكاء , و الفقرة دي من أظرف فقرات السيرك  .

" فاطيما "  هي " فاطمة " بنت " الكابتن روما "  في سنة أولى كلية صحافة وإعلام ,  رغم كده بتقول إن حياتها هي السيرك , و إنها مش ممكن تتخيل عملها في أى مجال تاني , و لأن التعليم شيء أساسي عند "بابا روما " و مش ممكن حد في العيلة ما يتعلمش , و ما يكنش متفوق دراسياً , " فاطيما "  فضلت دراسة مجال الصحافة و الإعلام .  أما عن شخصية " فاطيما " , فهي بطبيعتها بنوته هادية , ورقيقة جدا , و خجولة , و بتعشق كلاب " الجريفون " و بتقول إن تدريب الكلاب أخد منها وقت 3 شهور ,  أما أغرب المواقف مع الكلاب كانت بمجرد ما بتجهز العدة ورا الستارة  , بتجري الكلاب بسرعة و تطلع فوقها كما لو كان العرض بدأ بالفعل من غير ما حد يوجهه لده . 

 

 

و أما أظرف المواقف , فكانت لواحد من الكلاب في نهاية العرض , لما الكلب فاجأ      " فاطيما "  و الناس ورفع إيديه لفوق من غير ما حد يطلب منه ده , و بعد كده أصبحت لازمه عند الكلب في نهاية  كل عرض , أما " فاطيما "  فكانت مندهشة من تصرف الكلب و مش عارفه السبب في ده .


الحقيقة , السبب في تصرف الكلب بسيط و علمي ,  ملخصة كلمة واحدة بس هي " المحاكاة " , و المحاكاة معناها " التقليد " , بمعنى إن الحيوان عنده قدرة على المحاكاة زى ما هي موجودة بالضبط عند الإنسان , ولكن في حدود  قدرات الحيوان المحدودة .

طبعاً " فاطيما "  في نهاية كل عرض , بترفع إيديها لتحية الجمهور , و مع تكرار الفعل ده يومياً بدأ الكلب يلاحظ تكرار الحركة , و لأن " فاطيما "  بالنسبة للكلب هي المدرب , و هي الأقرب , و هي كمان القدوة , فقام الكلب بتقليد             " فاطيما "  و هو منتظر يشوف فرحتها و تشجيعها له بعد ما عمل زيها .
إذا كان الكلب اعتبر " فاطيما "   قدوته , و أوجد حركة ظريفة في العرض , من غير ما " فاطيما "   تطلبها منه , يا ترى لو طبقنا ده على المجتمع مش هنفهم ليه حالة الانهيار الفكري , و الأخلاقي , و الإبداعي , و الإبتكاري , عند غالبية شباب مصر حاليا ! تفتكروا ده ليه ؟
لأن الشباب ببساطة افتقد القدوة في جميع المجالات , و لأن فكرة المثل الأعلى انهارت , فانهارت معاها أغلب القيم الإنسانية .
و في كلمات دايما تسمعها  " مافيش حد عدل " ,  " ما الكل غلط جت عليا أنا " , " الكل بيعمل كده  " .
 و هكذا كلام تشعر معه إن السيئ هو الطبيعي لغياب القدوة , و يا ريتها جت على قد كده ، ده القدوة كمان اتغيرت , بعد ما كانت القدوة إمام الدعاة            " الشيخ الشعراوي " في الدين , " طه حسين " في الأدب , " أم كلثوم "  و "عبد الوهاب "  في الفن , القدوة بقت " عبده موتة"  , و " اللمبي " , و " صافيناز " , و غيره و غيره .
قدوة أدت إلى انهيار الأخلاق , و الثقافة , و أوجدت في المجتمع ثقافة العشوائيات ,  فبدل ما كانت محصورة في المناطق العشوائية , جت الأعمال الهابطة و نشرت ثقافة البلطجة , و العشوائيات , و عممتها على باقي المجتمع , و بقت هي الثقافة السائدة للمجتمع ، و من لغة مبتذلة , إلى عنف , و إدمان , و انحلال , و جهل ,  نعيش في مجتمعنا و نعانى فيه , و الأخطر إن يتم تصدير الصورة دى للخارج  , و تظهر مصر و كأنها عبارة عن منطقة عشوائية كبيرة ، أكيد صورة مسيئة لمصر و المصريين في الخارج , و مدمرة لأي سياحة أو استثمار في مصر .
 أكيد لو أوجدنا قدوة سليمة للشباب يقتدي بها , هتتغير أحوالهم , و تظهر معاها انتمائهم , و إبداعاتهم , زى ما كلب " فاطيما "   كده أبدع , علشان لاقى قدوته , و لاقى من يرعاه    .


إحنا محتاجين ثورة أخلاق ,
و قدوة حقيقية تجمع الشباب ,
و ترجع لنا قيمنا الأصيلة

رابط المقال على شبكة صدى بورسعيد الاخبارية 
في 8 ابريل 2014
http://www.sadaportsaid.com/10512/

 اضغط لدخول المقاله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق