ورد في
ورق سلوفان يا حلوة اهديلك ؟
و الا
انقله بالطين في الشتلة و اجيلـــــك
الأولاني
لو وحا بحنــــــــــــــــــــــانــي
عجبي علي
التاني بإيــــــــه يوحيلــــــــك
عجبي !!!
صلاح جاهين
" فاطيما
" هي مدرية الحيوانات الأليفة في السيرك , بتقدم فقرة أبطالها مجموعة من كلاب
" الجريفون " و هما كلاب في غاية الجمال و الرقة و خفة الدم ، و واضح
كمان إنهم في غاية الذكاء , و الفقرة دي من أظرف فقرات السيرك .
"
فاطيما " هي " فاطمة " بنت
" الكابتن روما " في سنة أولى
كلية صحافة وإعلام , رغم كده بتقول إن
حياتها هي السيرك , و إنها مش ممكن تتخيل عملها في أى مجال تاني , و لأن التعليم شيء
أساسي عند "بابا روما " و مش
ممكن حد في العيلة ما يتعلمش , و ما يكنش متفوق دراسياً , " فاطيما
" فضلت دراسة مجال الصحافة و الإعلام
. أما عن شخصية " فاطيما " , فهي
بطبيعتها بنوته هادية , ورقيقة جدا , و خجولة , و
بتعشق كلاب " الجريفون " و بتقول إن تدريب الكلاب أخد منها وقت 3 شهور , أما أغرب المواقف مع الكلاب كانت بمجرد ما بتجهز
العدة ورا الستارة , بتجري الكلاب بسرعة و
تطلع فوقها كما لو كان العرض بدأ بالفعل من غير ما حد يوجهه لده .
و أما أظرف
المواقف , فكانت لواحد من الكلاب في نهاية العرض , لما الكلب فاجأ "
فاطيما " و الناس ورفع إيديه لفوق من
غير ما حد يطلب منه ده , و بعد كده أصبحت لازمه عند الكلب في نهاية كل عرض , أما " فاطيما " فكانت مندهشة من تصرف الكلب و مش عارفه السبب في
ده .
الحقيقة , السبب في
تصرف الكلب بسيط و علمي , ملخصة كلمة
واحدة بس هي " المحاكاة " , و المحاكاة معناها " التقليد " , بمعنى
إن الحيوان عنده قدرة على المحاكاة زى ما هي موجودة بالضبط عند الإنسان , ولكن في
حدود قدرات الحيوان المحدودة .
طبعاً " فاطيما " في نهاية كل عرض , بترفع إيديها لتحية الجمهور ,
و مع تكرار الفعل ده يومياً بدأ الكلب يلاحظ تكرار الحركة , و لأن "
فاطيما " بالنسبة للكلب هي المدرب , و هي الأقرب , و هي
كمان القدوة , فقام الكلب بتقليد
" فاطيما
" و هو منتظر يشوف فرحتها و تشجيعها له بعد ما عمل
زيها .
إذا
كان الكلب اعتبر " فاطيما " قدوته , و
أوجد حركة ظريفة في العرض , من غير ما " فاطيما " تطلبها منه , يا ترى لو طبقنا ده على المجتمع
مش هنفهم ليه حالة الانهيار الفكري , و الأخلاقي , و الإبداعي , و الإبتكاري , عند
غالبية شباب مصر حاليا ! تفتكروا ده ليه ؟
لأن
الشباب ببساطة افتقد القدوة في جميع المجالات , و لأن فكرة المثل الأعلى انهارت , فانهارت
معاها أغلب القيم الإنسانية .
و في
كلمات دايما تسمعها " مافيش حد عدل
" , " ما الكل غلط جت عليا أنا
" , " الكل بيعمل كده " .
و هكذا كلام تشعر معه إن السيئ هو الطبيعي لغياب
القدوة , و يا ريتها جت على قد كده ، ده القدوة كمان اتغيرت , بعد ما كانت القدوة
إمام الدعاة " الشيخ الشعراوي " في الدين , "
طه حسين " في الأدب , " أم كلثوم " و "عبد الوهاب " في الفن , القدوة بقت " عبده موتة" , و " اللمبي " , و " صافيناز "
, و غيره و غيره .
قدوة
أدت إلى انهيار الأخلاق , و الثقافة , و أوجدت في المجتمع ثقافة العشوائيات , فبدل ما كانت محصورة في المناطق العشوائية , جت
الأعمال الهابطة و نشرت ثقافة البلطجة , و العشوائيات , و عممتها على باقي المجتمع
, و بقت هي الثقافة السائدة للمجتمع ، و من لغة مبتذلة , إلى عنف , و إدمان , و انحلال
, و جهل , نعيش في مجتمعنا و نعانى فيه , و
الأخطر إن يتم تصدير الصورة دى للخارج , و
تظهر مصر و كأنها عبارة عن منطقة عشوائية كبيرة ، أكيد صورة مسيئة لمصر و المصريين
في الخارج , و مدمرة لأي سياحة أو استثمار في مصر .
أكيد لو أوجدنا
قدوة سليمة للشباب يقتدي بها , هتتغير أحوالهم , و تظهر معاها انتمائهم , و
إبداعاتهم , زى ما كلب " فاطيما " كده أبدع , علشان
لاقى قدوته , و لاقى من يرعاه .
إحنا محتاجين ثورة أخلاق ,
و قدوة حقيقية تجمع الشباب ,
و ترجع لنا قيمنا الأصيلة
رابط المقال على شبكة صدى بورسعيد الاخبارية
في 8 ابريل 2014
http://www.sadaportsaid.com/10512/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق